افتتح المنتخب الغاني الملقب باسم "النجوم السوداء " مشواره ببطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين لكرة القدم المقامة على أرضه بفوز صعب على نظيره الغيني 2/1 اليوم الأحد في المباراة الافتتاحية للبطولة والتي أقيمت على ملعب "أوهين دجان" في العاصمة الغانية أكرا.
وبذلك حصد المنتخب الغاني ثلاث نقاط مهمة في بداية مشواره للفوز بلقب البطولة الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخه ، الإنجاز الذي يأمل تحقيقه لمعادلة الرقم القياسي المسجل باسم المنتخب المصري حامل اللقب.
وتصدر المنتخب الغاني المجموعة الأولى مؤقتا بينما تذيلها المنتخب الغيني بدون رصيد من النقاط علما بأن المجموعة ستشهد غدا الاثنين لقاء منتخبي المغرب وناميبيا على الملعب نفسه.
ويدين المنتخب الغاني بفضل كبير إلى لاعبه سولاي علي مونتاري المحترف بصفوف بورتسموث الإنجليزي حيث سجل له هدف الفوز 2/1 في الثواني الأخيرة من اللقاء.
وتقدم المنتخب الغاني في الدقيقة 54 بهدف سجله أسامواه جيان من ضربة جزاء ولكن المنتخب الغيني أفسد عليه فرحته وتعادل في الدقيقة 64 بهدف سجله عمر قلبان قبل أن يحسم علي مونتاري اللقاء لصالح البلد المضيف.
وكان المنتخب الغاني الأفضل على مدار شوطي المباراة خاصة من الناحية الهجومية حيث شكل خطورة دائمة على مرمى منافسه ولكن لاعبوه أهدروا العديد من الفرص التهديفية التي كانت كفيلة بتحقيق فوز أكبر.
وقبل إطلاق الحكم صافرة بداية اللقاء قام الرئيس الغاني جون كوفور ورئيس الإتحاد الدولي للعبة (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي (كاف) بمصافحة اللاعبين على الملعب.
وبعدها ردد لاعبوالمنتخب الغيني نشيدهم الوطني وتبعهم لاعبو المنتخب الغاني ثم أطلق الحكم إدي ماييه ، من سيشل ، صافرة بداية المباراة الافتتاحية.
وظهر الحماس والنشاط على لاعبي الفريقين منذالثواني الأولى من خلال تحركاتهم في الملعب.
وجاءت أولى الفرص الخطيرة في الدقيقة الرابعة وكانت من نصيب المنتخب الغيني حيث تلقى سليماني يولا الكرة من تمريرة طولية وسددها ساقطة (لوب) ولكنها لم تسكن الشباك كما أنه سددها من موقع تسلل.
وبعد دقيقتين فقط كاد أسامواه جيان لاعب أودينيزي الإيطالي أن يتقدم للمنتخب الغاني حيث سدد كرة خطيرة من داخل منطقة الجزاء ولكن أحد مدافعي غينيا شتتها ببراعة.
وبعدها بدأ المنتخب الغاني يسيطر على الكرة بشكل أكبر وشكل خطورة حقيقة على مرمى منافسه سعيا للتقدم المبكر ولكن عدم إتقان التمريرات وسوء الحظ أحيانا أضاعا على النجوم السوداء عدد من الفرص.
وفي الدقيقة 14 ظن المشجعون أن النجم الغيني سيفجر مفاجأة ويتقدم لمنتخب بلاده عندما قاد هجمة مرتدة سريعة ولكنه تسرع في تسديد الكرة لتمر بعيدا عن الشباك.
وحاصر المنتخب الغاني منافسه في وسط ملعبه وضاعت فرصة ثمينة على المنتخب المضيف عندما سدد جونيور أجوجو كرة برأسه اصطدمت في القائم من الداخل ولكنها لم تسكن الشباك.
وبعد دقيقة واحدة فقط تلقى الغاني أسامواه جيان الكرة أمام المرمى وسددها خلفية مزدوجة ولكنها مرت بجوار المقص.
وفي الدقيقة 28 سدد الغاني لاريا كينجستون ضربة ركنية تلقاها النجم مايكل إيسيان بضربة رأس ولكن الكرة اصطدمت بالقائم.
وفي الدقيقة 38 سدد أسامواه جيان الكرة في شباك كومكو كامارا حارس مرمى المنتخب الغيني ولكن الحكم لم يحتسبها هدفا بدعوى قيام جيان بدفع مدافع من غينيا.
وعاند الحظ المنتخب الغاني مجددا حيث سدد سولاي علي مونتاري كرة خطيرة في الدقيقة 40 ولكن القائم تصدى لها. وبعدها أهدر إسماعيل بانجورا فرصة أخرى لمنتخب بلاده لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
وفي الشوط الثاني لم يتغير الحال كثيرا حيث ظل الفريقان على نفس الحماس وكان المنتخب الغاني هو الأفضل خاصة من الناحية الهجومية.
وسيطر القلق على مشجعي المنتخب الغاني عندما سقط نجمهم إيسيان مصابا في الدقيقة 47 ولكنه نهض وواصل اللعب.
وفي الدقيقة 54 حصل المنتخب الغاني على ضربة جزاء إثر قيام الغيني عمر قلبان لاعب مانيسا سبور التركي بعرقلة أجوجو داخل منطقة الجزاء.
وتقدم أسامواه جيان لتسديد ضربة الجزاء محرزا منها أول أهداف البطولة للمنتخب الغاني لتعلو هتافات الجماهير التي تنتظر هذا الهدف "على أحر من الجمر" منذ بداية المباراة.
وفي الدقيقة 64 وجه المنتخب الغيني ضربة قوية لنظيره الغاني وتعادل بهدف سجله قلبان من ضربة رأس إثر ضربة ركنية ليصالح اللاعب فريقه بعد ضربة الجزاء التي تسبب في احتسابها للفريق الغاني.
وبعدها كاد المنتخب الغاني أن يتقدم مجددا عندما سدد كينجستون كرة خطيرة من حدود منطقة الجزاء ولكنها مرت فوق العارضة مباشرة ، وبعد دقيقتين فقط أهدر اللاعب نفسه فرصة أخرى عندما سدد كرة اصطدمت بأحد مدافعي غينيا وخرجت إلى ضربة ركنية لم تستغل.
وفي الدقيقة 76 دفع الفرنسي كلود لوروا المدير الفني لمنتخب غانا باللاعب أندري أيو بدلا من كوينسي أوسو أبيي.
ولم يمر سوى دقيقة واحدة حتى سدد أيو كرة خطيرة تصدى لها حارس المرمى الغيني المتألق كومكو كامارا بأطراف أصابعه.
وقبل خمس دقائق من انتهاء المباراة أجرى الفرنسي لوروا تبديلا آخر في صفوف غانا ودفع باللاعب بافور جيان بدلا من أسامواه جيان سعيا لتنشيط خط الهجوم.
وفي الثواني الأخيرة للقاء رسم سولاي علي مونتاري بسمة عريضة على وجوه الجماهير الغانية وسجل هدف الفوز 2/1 لمنتخب بلاده من تسديدة رائعة من خارج حدود منطقة الجزاء.
وعقب انتهاء المباراة احتشدت عشرات الألاف من مشجعي كرة القدم خارج الاستاد يحتفلون بالفوز في أول مباريات منتخبهم بالبطولة وامتلأت الشوارع بالمارة بمجرد إطلاق الحكم صافرة انتهاء المباراة.
وأطلق السائقون أبواق سياراتهم في الطرقات كما أخذ الركاب يلوحون بالأعلام من نوافذ المركبات.
وقال الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب الغاني إنه لم يكن من السهل فوز فريقه بالمباراة الافتتاحية ولكنه أبدى سعادته بالفوز وإحراز أول ثلاث نقاط في البطولة.
ومع ذلك انتقد المدرب الفرنسي حالة الملعب قائلا "إنني أعمل بالتدريب في أفريقيا منذ 20 عاما ولم يلعب أي فريق اقوم بتدريبه مباراة على ملعب مثل هذا الملعب ... فحالة الملعب صعبت الأمور للغاية على فريقي".
وقال بوبو بالدي قائد المنتخب الغيني والذي يلعب بفريق سيلتيك الاسكتلندي إنه يعتقد أن القرار الذي اتخذه الحكم باحتساب ضربة جزاء لغانا كان غير عادل .
وقال بالدي "لاعب غانا سقط بدون عرقلة. ولكن بعدها عدنا إلى أجواء المباراة".
وأضاف بالدي "ليس هناك ما نخجل منه ، ويمكننا التأهل في حالة تقديم عروض جيدة في مباراتينا المقبلتين أمام المغرب وناميبيا. ولايوجد هناك سبب يحول دون ذلك".
وقال اللاعب الغاني البديل أيو عقب المباراة "لدي شعور رائع بالمشاركة للمرة الأولى مع منتخب بلادي في مباراة رسمية... إنني سعيد للغاية بأننا بدأنا بالفوز والآن يمكننا التقدم وتحقيق المزيد في هذه البطولة".
وكان حفل افتتاح البطولة الذي أقيم قبل المباراة قد تضمن عروضا أفريقية قدمت فيها مجموعة كبيرة من طلاب وطالبات الجامعات الغانية استعراضات تحمل البساطة والأصالة والفولكلور الأفريقي.
وكان أكثر الأشياء اللافتة للنظر غياب ألعاب الليزر والإضاءة التي تميز أغلب حفلات الافتتاح في البطولات الكبرى .
وقدم الطلاب والطالبات رقصات أفريقية مميزة بالإضافة إلى دق الطبول بطرق بدائية كما قدموا بعض الألعاب البهلوانية البسيطة.
وبعدها شكلوا إطارا على الملعب يمثل حدود القارة الأفريقية على خريطة العالم ثم بدأ تقديم أعلام الدول ال16 المشاركة في البطولة وذلك أمام 40 ألف مشجع بالاستاد يرتدي أغلبهم قمصان اللعب البيضاء للمنتخب الغاني.
وجاء من بين أبرز الحضور في الحفل كل من الرئيس الغاني كوفور ورئيس الفيفا بلاتر وعيسى حياتو رئيس الكاف والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
وألقى الرئيس الغاني كوفور بكلمته حيث عبر عن سعادته وفرحته الكبيرة بتنظيم البطولة الأفريقية في غانا. كما رحب ببلاتر وبلاتيني وحياتو وجميع الحضور.
وأكد كوفور أن غانا تسعى لتقديم عرس كروي يليق بتاريخ البطولة مشيرا إلى أن الدولة سخرت كل إمكانياتها لتنظيم بطولة ناجحة.
وقال كوفور "لا نشك في قدرة المنتخبات المشاركة في تقديم واحدة من أروع بطولات القرن". وأضاف أنه بعيدا عن المنافسات ، سترفع البطولة شعار التعاون والاتحاد بين مختلف الشعوب الأفريقية.
وفي ختام تصريحاته أكد كوفور أن الدولة ستوفر كل سبل الراحة والأمان للضيوف الذين توافدوا على غانا لمؤازرة فرقهم في البطولة.